الأحد، 27 أكتوبر 2024

بحث حول: مفهوم التواصل الإداري

 


الماستر المتخصص: تدبير الموارد البشرية والمالية للإدارة

وحدة: التواصل الإداري والرقمي

بحث حول:

مفهوم التواصل الإداري

تحت إشراف:

الأستاذة وديعة مرشد

من إعداد الطلبة :

 

عزيز حسني

صباح العبودي

احمد بلخدوش

حفيظ مينو

 

السنة الجامعية: 2024 / 2025



مقــدمــة

يعود الجذر الثلاثي لكلمة التواصل الى فعل وَصَلَ، والذي يعني في اللغة العربية الجمع بين شيئين أو أكثر وربطهما ببعض. يُقال: "وَصَلَ الشيء بالشيء" أي ربطه به وألحقه. ومن هذا الجذر، جاءت كلمة "تواصل" على وزن "تَفاعَلَ"، مما يُفيد المشاركة والتفاعل المتبادل بين طرفين أو أكثر.

في معانيها، تشير كلمة "التواصل" إلى الاستمرار في العلاقة أو الاتصال بين الأفراد، سواء كان ذلك بالكلام أو الإشارة أو أي وسيلة أخرى. يُقال أيضًا: "تواصل القوم" أي تفاعلوا وتبادلوا الحديث أو العلاقات فيما بينهم. إذن، الكلمة تحمل في أصلها معاني الاتصال، الربط، والاستمرارية.

التواصل الإداري يُعرَّف لغويًا بأنه تبادل المعلومات والأفكار بين الأفراد باستخدام وسائل وأساليب متنوعة لتحقيق فهم مشترك. أما اصطلاحًا، فهو عملية تنظيمية تهدف إلى نقل الرسائل والتعليمات والتوجيهات بين مستويات الهيكل الإداري المختلفة، بهدف تحقيق أهداف المؤسسة وضمان التنسيق الفعال بين الأفراد والفرق. يعتمد التواصل الإداري على وسائل متنوعة مثل الاتصالات الشفوية، والكتابية، والإلكترونية لضمان تدفق المعلومات بشكل واضح ودقيق.

التواصل الإداري في المغرب يمتد عبر تاريخ طويل يعكس تطور الإدارة المغربية ووسائل تنظيمها. في العصور القديمة، اعتمدت المملكة المغربية على أساليب تقليدية مثل الرسل والسعاة لنقل الأوامر والمعلومات بين القبائل والمناطق، مما ساهم في توحيد السلطة المركزية. خلال فترة الدول الإسلامية الكبرى كالدولة الإدريسية والمرابطية والموحدية، كان التواصل الإداري محكمًا من خلال اعتماد البريد وتنظيم الدواوين لتوثيق المراسلات وتسهيل الاتصال بين الحاكم والمسؤولين المحليين ومن ثم الرعية.

 

في عهد الدولة العلوية، تعزز التواصل الإداري باستخدام "الظهائر السلطانية"، وهي وثائق رسمية تُرسل إلى الولاة والقضاة لضمان تنفيذ الأوامر الملكية. ومع دخول الاستعمار في أوائل القرن العشرين، أدخلت السلطات الفرنسية والإسبانية نماذج إدارية حديثة، شملت تحسين شبكات البريد واستخدام وسائل جديدة في التواصل الإداري كالهواتف والبرقيات.

 

بعد الاستقلال سنة 1956، شهد التواصل الإداري في المغرب طفرة نوعية مع تحديث المؤسسات واعتماد أنظمة أكثر مركزية وتنظيمية، مما أدى إلى تحسين البنية الإدارية من خلال التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال الرقمي في العقود الأخيرة.

من هنا يمكن القول أن التواصل الإداري أضحى أحد أهم الركائز التي تقوم عليها المؤسسات الحديثة، حيث يمثل أداة محورية لتحقيق الأهداف التنظيمية وضمان التناغم بين مختلف مستويات الهيكل الإداري. ويُعبر عن تلك العملية المنظمة التي يتم من خلالها تبادل المعلومات، الأفكار، والتوجيهات داخل المؤسسة، مما يعزز من كفاءة الأداء، يدعم اتخاذ القرارات، ويُسهم في خلق بيئة عمل قائمة على التفاهم والانسجام.

 

إن أهمية التواصل الإداري تتجلى في كونه الآلية التي تُنظم علاقة المؤسسة بموظفيها وعملائها وشركائها، كما أنه يلعب دورًا رئيسيًا في تحديد الأدوار والمسؤوليات، مما يحد من اللبس والغموض في تنفيذ المهام. التواصل الإداري الفعال يساهم في تعزيز الالتزام التنظيمي، بناء الثقة بين الأطراف المختلفة، وحل النزاعات التي قد تنشأ داخل المؤسسة أو خارجها.ويساهم أيضا في تنظيم العمل أيضا، توجيه الموارد البشرية، وضمان التدفق السلس للمعلومات بين مختلف المستويات الإدارية. ومع ذلك، تواجه المؤسسات تحديات متعددة تتعلق بجودة وفعالية هذا التواصل، لا سيما في ظل تطور التكنولوجيا وتزايد المتطلبات القانونية والتنظيمية.

والذي يهمنا في هذا العرض هو التواصل الإداري بمعناه القانوني والإداري أي التواصل المتعلق بالإدارة ولمصلحتها، ومن ثم فإن المهتم بهذا العلم والمتتبع للتطور الهائل في ميدان وسائل الاتصال والتواصل لا يجد حرجا في أن يجزم بحتمية انخراط الإدارة في هذا المجال لتحقيق ثقافة تواصلية كافية لتجديد الإدارة بغية الانتقال بها إلى وضع أفضل.

كما أن طبيعة التنظيم الهرمي للمؤسسات الإدارية يجعلها في أمس الحاجة إلى التواصل بين جميع مكوناتها لضمان حسن سيرها، وإلا تعرضت لسوء التسيير واللامبالاة، فيكون مآلها في النهاية إلى الفشل والعقم في التسيير والمردودية، وبهذا لا يمكن تصور إدارة حديثة وطامحة إلى التطور بدون أن تكون لها ثقافة تواصلية متجذرة وكافية لاستيعاب المشاكل وايجاد الحلول المناسبة لها.

 

من جهة، يبرز التساؤل حول قدرة المؤسسات على تبني أنظمة تواصل إداري فعّالة تُعزز من الكفاءة والإنتاجية، مع ضمان الامتثال للضوابط القانونية والتنظيمية. ومن جهة أخرى، تتزايد الحاجة إلى فهم تأثير العوامل الثقافية، التقنية، والقانونية على عملية التواصل الإداري، ومدى تأثيرها على اتخاذ القرارات وحل النزاعات الداخلية والخارجية.

 

لهذا السبب يطرح الإشكال التالي: كيف يمكن للمؤسسات تحقيق تواصل إداري فعّال ومتكامل يوازن بين المتطلبات التنظيمية والضوابط القانونية، مع مراعاة العوامل والمعيقات المؤثرة في بيئة العمل؟

 

هذا التساؤل يفتح الباب أمام دراسة معمقة للتواصل الإداري بعناصره وأنواع ومعيقاته وأيضا علاقته والالتزامات القانونية، مما يضمن تحقيق الأهداف المؤسسية مع احترام الإطار القانوني والتنظيمي.

 

 وفي سياق تحليل التواصل الإداري ودراسته، تُعتمد العديد من المقاربات لفهم هذا الموضوع الحيوي وإدارته بشكل أمثل. من بين هذه المقاربات تبرز المقاربة القانونية كإطار مرجعي يركز على تنظيم العلاقة بين أطراف التواصل الإداري وفقًا لمبادئ القانون وأحكامه. المقاربة القانونية تسعى إلى تحقيق العدالة والشفافية من خلال وضع قواعد واضحة لتنظيم تبادل المعلومات والقرارات، وضمان حقوق الأطراف المعنية، مع الالتزام باللوائح والتشريعات التي تحكم العمل الإداري.

 


 

المبحث الأول : مفهوم التواصل الإداري وعناصره

 

المطلب الاول: مفهوم التواصل

أ‌)       تحديث وتطوير الإدارة :

ب‌)  تحقيق الانضباط والمحافظة على روح المسؤولية داخل الإدارة:

ت‌)  تطوير خطة العمل الإداري وضمان حسن سيره:

ث‌)  تحسين تجليات الادارة وتنقيتها من شوائب سوء الظن والشك وتوتر العلاقات:

ج‌)   تقليص الاختلالات الإدارية  .

المطلب الثاني : عناصر التوصل الإداري

1)     المرسل:

2)     المرسل إليه :

3)     الرسالة:

4)     القناة:

5)     القانون:

6)     المرجع :

7)     رد الفعل :

 

المبحث الثاني: أنواع التواصل الإداري ومعيقاته

 

المطلب الأول: أنواع التواصل الإداري

الفرع الأول: التواصل الرسمي

التواصل الداخلي:

التواصل الخارجي:

الفرع الثاني: التواصل غير الرسمي

المطلب الثاني: معيقات التواصل الإداري

الفرع الأول: معيقات التواصل الإداري

أولا: الصعوبات الذاتية

ثانيا: المعيقات النفسية

ثالثا: المعيقات التنظيمية

الفرع الثاني: أسباب نجاح عملية التواصل

المبحث الأول : مفهوم التواصل الإداري وعناصره

المطلب الاول: مفهوم التواصل

هناك مجموعة من التعاريف التي تحاول الوصول الى المعنى الصائب للتواصل:” التواصل هو أي سلوك يؤدي إلى تبادل المعلومات بين شخصين أو أكثر، وذلك عن طريق التفاهم بين المرسل والمرسل إليه. هذه المعلومات قد تكون بيانات أو أفكارا أو أي شيء آخر له علاقة بين المرسل والمرسل إليه”.

التواصل هو أي سلوك مقصود من جانب المرسل ينقل المعنى المطلوب إلى المستقبل، ويؤدي إلى الاستجابة بالسلوك المطلوب منه [1].

فالتواصل في اللغة مأخوذ من الصلة، وهو ضد التصارم أي "التقاطع" . ويقال توصل إليه إذا تلطف في الوصول إليه، ووصله توصيلا إذا أكثر من الوصل الذي هو ضد الهجران. وفي القاموس اللاتيني يعود أصل كلمة التواصل إلى الفظة التي تعني المشاركة وجعل الشيء مشتركا.

وبناء على هذا المعنى الأخير يعرف التواصل بأنه : "عملية تمكن الناس من المشاركة في معارفهم من أجل تعديل سلوكهم"

أما التعريف الاصطلاحي للتواصل فهو " تبادل الرسائل المنطوقة أو المكتوبة والمرموزة (بالشفرة أو بالإشارة ) بحيث تتضمن هذه الرسائل الحقائق والأفكار والمشاعر...

وما دام التواصل لا يتحقق إلا بحصول التوافق والتفاهم بين المتبادلين للرسائل داخل الإدارة أو غيرها فإنه يمكن الجمع بين هذين التعريفين الأخيرين فنقول بأن :" التواصل هو تبادل الرسائل المختلفة في وسائلها ومضمونها بين شخصين أو أكثر على سبيل التوافق والتفاهم من أجل تحقيق أهداف مشتركة".

وبهذا المعنى يخرج منطق القطعية والمقاطعة في مجال الإدارة على المستوى الفكري والعملي لارتباط الأولى بفكر المسؤول والموظف والمتعاملين مع الإدارة والثانية بالسلوك العملي لهم جميعا.

والتواصل له دواعي تفرضه في المجال الاداري لعل من اهمها:

أ‌)                 تحديث وتطوير الإدارة :

 إن مستلزمات كل عصر تفرض على الادارة بأن تعمل على تحديث نفسها وتطويرها بما يناسب والاستجابة لتلك المستلزمات، لهذه الغاية يتم الاتصال وتبادل الأفكار والمعلومات بين الجهات المعنية بهذا التحديث والتطوير ولا يمكن أن يتحقق هذا المراد بدون حصول تواصل بين جميع تلك الفعاليات.

ب‌)           تحقيق الانضباط والمحافظة على روح المسؤولية داخل الإدارة:

 ويتم هذا التواصل عن طريق تزويد الموظفين بالقوانين الجديدة وكذا التعليمات المتنوعة التي تتطلبها الظروف الخاصة.

ت‌)           تطوير خطة العمل الإداري وضمان حسن سيره:

غالبا ما يقوم بهذا العمل المسؤول الإداري الذي يقوم بين الفينة والاخرى بإعطاء تعليمات للعاملين تحت إمرته وذلك للمحافظة على السير العادي للمرفق.

ث‌)           تحسين تجليات الادارة وتنقيتها من شوائب سوء الظن والشك وتوتر العلاقات:

تكون عملية التواصل في هذا الباب جماعية وينبغي أن تقوم بها جميع مكونات الإدارة لأنهم هم المعنيون بالدرجة الأولى بأي سلوك شاذ داخلها يمكن أن يؤثر على سمعتها وعلى الرضى النفسي لدى جميع العاملين والمتعاملين معها.

ج‌)               تقليص الاختلالات الادراية [2] .

دور القاضي المقرر وفق قانون المسطرة المدنية

مساطر الطعن أمام اللجان الضريبية

مسطرة فحص مجموع الوضعية الجبائية للملزم بالضريبة

 

المطلب الثاني : عناصر التوصل الإداري

تجدر الإشارة في هذا الصدد على أن عناصر التواصل الإداري يمكن تحديدها في العناصر التالية:

1.              المرسل:

 هو كل من يبعث مجموعة من المعلومات تحمل معنا محددا أو أكثر بقصد إثارة سلوك محدد لدى طرف خارجي. بعبارة أخرى أن المرسل هو العنصر الذي ترتكز عليه عملية الكلام وتحدد به نوعية التواصل[3].

2.              المرسل إليه :

 هو الطرف الآخر الذي يجعل دائرة التواصل تكتمل، فيمكن أن يكون مخاطبا أو مستمعا، كما قد يكون شخصا واحدا "فردا" وقد يكون جماعة مصغرة أو مجموعة كبرى أو جمهورا واسعا، أي أن المرسل إليه يعتبر العنصر المعني بالاستقبال و المسؤول على فهم الرسالة و استيعابها بكيفية جيدة.

3.              الرسالة:

 تعتبر موضوع التواصل أي كل ما يمكن قوله وإيصاله، بعبارة أخرى فالرسالة تحيل على السياق العام المشترك بين العنصرين الأساسين في عملية التواصل وهما المرسل والمرسل إليه .ويمكن تقسيم الرسالة إلى قسمين هما الشكل والمحتوى.

4.              القناة:

هي الواسطة المادية لتوصيل الرموز حاملة المعاني التي تشكل الرسالة وهناك أنواع عديدة من القنوات كالقناة اللفظية أو القناة الكتابية أو القنوات التقنية وأشهرها التلفون، التلغراف، الراديو، التلفزيون والإعلاميات إلخ، أو القناة التصويرية كالملصقات ولوحات الإعلان.

5.              القانون:

يعتبر القانون مجموعة من القواعد المشتركة بين عنصري التواصل المرسل والمرسل إليه، والذي بدونه لا يمكن أن تتم عملية فهم الرسالة وتأويلها، كما يشمل القانون كل العلامات و الرموز التي تنقل بواسطتها المعاني و المدلولات. ويمكن تقسيمه إلى عدة أنواع القانون اللفظي والقانون غير اللفظي والقانون الرمزي والقانون الإشاري، والقانون السري.

6.              المرجع :

هو ما يمكن الحديث عنه من موضوعات مختلفة بالعالم الخارجي . لأن المرسل يوجه رسالة إلى المرسل إليه من أجل التواصل.

7.              رد الفعل :

هو عملية تتم من طرف المتلقي أو المرسل إليه تجاه المرسل،كما يعبر عن درجة فهم المرسل إليه للرسالة وإدراك محتوياتها و دلالتها، ودرجة تفاعله مع المرسل حولها.


 

المبحث الثاني: أنواع التواصل الإداري ومعيقاته

المطلب الأول: أنواع التواصل الإداري

تزاول الإدارة مجموعة من الممارسات اليومية، وتسفر هذه الممارسات عن احتكاكات مختلفة بين العناصر البشرية سواء داخل الوحدة الإدارية أو خارجها فيما يبنا لوحدات الإدارية المختلفة. وتتخذ هذه الممارسات صورا عديدة من الاتصالات، وقد قسم الباحثون وعلماء التنظيم الاتصالات إلى أنواع متعددة يمكن إجمال أهمها أولا: الاتصالات الرسمية وتتضمن الاتصالات الرأسية النازلة والصاعدة والاتصالات الأفقية، والاتصالات الداخلية والاتصالات الخارجية، ثم ثانيا: الاتصالات غير الرسمية.[4]

الفرع الأول: التواصل الرسمي

كل الاتصالات الرسمية، تتم عبر خطوط السلطة الرسمية في إطار هيكل تنظيمي يحدد قنوات الاتصال ومسالكها.[5]

والاتصالات الرسمية يمكن أن تكون اتصالات داخلية، أي داخل التنظيم، رأسية صاعدة ونازلة، أو أفقية، أو تكون هذه الاتصالات خارجية، أي بين وحدة إدارية وأخرى، أو بينها وبين الأفراد.[6]

1.  التواصل الداخلي

هو الذي يتم داخل نطاق المنظمة الإدارية سواء كان ذلك بين أقسامها أو فروعها أو بين العاملين بالمنظمة في جميع مستوياتهم. يحددها الهيكل التنظيمي للمؤسسات الإدارية وتأخذ عادة ثلاث اتجاهات رئيسية وهي :

- تواصل راسي نازل : وهو الاتصالات التي تبدأ من أعلى التنظيم متجهة إلى الأسفل، أي من القمة إلى القاعدة، أي من الرئيس إلى المرؤوس، وغالبا ما يأخذ هذا النوع صيغة أوامر او تعليمات او استفسارات...الخ.

- تواصل راسي صاعد : وهو الاتصالات التي تنطلق من الأسفل إلى الأعلى، أي من المرؤوس إلى الرئيس، وتأخذ شكل تقارير أو مذكرات او اقتراحات أو التماسات...الخ.

- تواصل أفقي : وهو الذي التواصل الذي يتم بين الافراد في المستوى التنظيمي الواحد سواء أكانوا موظفين أو مسؤولين... بعضهم مع بعض بهدف تنسيق الجهود فيما بينهم[7].

2.  التواصل الخارجي:

وهو الذي يتم بين الإدارة الواحدة وبين غيرها من الإدارات الأخرى، وكذلك بينها وبين الجمهور.

الفرع الثاني: التواصل غير الرسمي

ويتم بوسائل غير رسمية لا يقرها التنظيم ولا يتطلبها، وإنما ينشأ نتيجة وجود صلات شخصية وعلاقات اجتماعية بين العاملين في التنظيم، وتقوم بجوار التواصلات الرسمية وتقومها، وما يساعد على نشوء هذا النوع من التواصل وجود علاقات الصداقة التي تنمو بين الموظفين في التنظيم، ويسهل التواصل غير الرسمي عملية الحصول على المعلومات بسرعة، ويمكن عن طريقه الحصول على معلومات يصعب الحصول عليها إذا ما استعملت الوسائل التواصل الرسمية.[8]


 

المطلب الثاني: معيقات التواصل الإداري

الفرع الأول: معيقات التواصل الإداري

تشكل العقبات التي تقف أمام التواصل الإداري أعقد مشكلات الإدارية العامة، وتظهر هذه العقبات في مرحل الاتصال، أي في عملية الإرسال وعملية الاستقبال، وتجميل معوقات التواصل في الأمور التالية:[9]

أولا: الصعوبات الذاتية

أ‌- صعوبات اللغة .

فقد تصبح الكلمات المستخدمة من جانب المرسل مصدر القوة أو الضعف في عملية التواصل، فعندما يستخدم المرسل بعض المصطلحات المتخصصة التي قد لا يجيد فهمها المرسل إليه، فالمصطلحات التي يجيدها رجل القانون لا يجيدها رجل الطب.

ب‌- وجود فوارق شخصية أو ذاتية بين الطرفين .

فالمرسل عندما يريد بلاغ معلومة فإنه يصوغها وفق مشاعره وسلوكاته وخلفياته. أما المرسل إليه فهو كذلك يفهمها وفق خلفياته، والاختلاف في هذه المتغيرات بين الطرفين قد يؤدي إلى فهم المرسل إليه لموضوع الاتصال على نحو ما لم يكن يقصده.[10]

ثانيا: المعيقات النفسية

أ‌- المعيقات الخاصة بالمرسل .

وتتمثل في قصور القدرة على الصياغة الواضحة للرسالة، بالإضافة إلى صعوبة التفاعل مع الآخرين، وفي بعض الأحيان التحير والأحكام المسبقة اتجاه المرسل إليه.

ب‌- المعيقات الخاصة بالمرسل إليه .

ويمكن إجمالها في سوء التقاط الرسالة، ومن جهة أخرى في سوء الحالة النفسية للمستقبل، بالإضافة إلى الإدراك الافتتاحي المفرط بحيث لا ينتبه المرسل إليه لكل الحديث بل هو يركز على عناصر منتقاة سلفا.

ثالثا: المعيقات التنظيمية

فلكي يتمكن الرئيس في الإدارة من اتخاذ القرار لا بد من توافر المعلومات والبيانات الضرورية عن الموضوع، وعندما يتخذ المدير قراره لا بد من إيصاله على شكل تعليمات وأوامر مواقع التنفيذ لوضعه موضع التطبيق.[11] وقد تتعرض هذه العملية إلى عدة معوقات وإشكالات تنظيمية سندرجها على شكل نقط:

Ü معيقات ناتجة عن حالة التنظيم الرسمي

Ü معيقات ناتجة عن تفشي التنظيم غير الرسمي

Ü معيقات ناتجة عن سوء استعمال أدوات التواصل

Ü البعد المكاني بين المرسل والمرسل إليه

Ü تعدد المستويات الإدارية بين المرسل والمرسل إليه

Ü فقدان عناصر الثقة والتعاون بين أعضاء التنظيم

Ü المبالغة في عمليات الاتصال

Ü معوقات ناتجة عن قنوات التواصل.

الفرع الثاني: أسباب نجاح عملية التواصل

إن تفاعل عناصر الاتصال وحصول الفهم الصحيح للرسالة موضوعه والرد عليها بالرد العلمي المقنع من طرف المستقبل لها هو الذي يؤدي إلى الحكم بنجاح عملية التواصل .

ويمكن الوقوف على أهم أسباب هذا النجاح فيما يلي :

1- أسباب ترتبط بالرسالة والمرسل:

¬ وضوح الرسالة .

¬ صياغتها بصياغة تناسب الهدف المراد تحقيقه.

¬ تمتع المرسل بمصداقية عند المستقبل لرسالته.

¬ توفر المرسل على مهارات عالية في الاتصال.

¬ اختيار المرسل الوقت المناسب لرسالته .

2- أسباب ترتبط بوسيلة الاتصال:

- اختيار قناة الاتصال المناسبة لتحقيق هدف الاتصال.

3- أسباب ترتبط بالمستقبل للرسالة:

¬ عنايته بالرسالة .

¬ تجاوبه مع صاحب الرسالة وموضوعها.

¬  فهمه للرسالة فهما تاما .

¬  جوابه على الرسالة بالجواب العلمي المقنع.

وفي جميع الأحوال فإن تجاوز أسباب فشل عملية التواصل لا يتحقق إلا بترسيخ ثقافة تواصلية بين جميع مكونات الإدارة.


 

 

خاتمة:

في خاتمة هذا البحث حول "مفهوم التواصل الإداري"، نستطيع القول بأن التواصل يشكل عنصراً محورياً في نجاح أي منظمة أو مؤسسة. يتطلب التواصل الإداري الفعال توافر قنوات تواصل واضحة ومنظمة، بالإضافة إلى توفير بيئة تشجع على الانفتاح وتبادل الأفكار. ومن خلال ما تم عرضه في هذا البحث، تبين أن تحسين مهارات التواصل لدى الإداريين يسهم في رفع مستوى الأداء، وتحقيق الأهداف المنشودة بكفاءة أكبر.

 

علاوة على ذلك، أظهرت الدراسة أن التواصل الفعال لا يعتمد فقط على نقل المعلومات، بل يتطلب أيضاً الاستماع الجيد، والتفاعل الإيجابي، وفهم احتياجات الأفراد والفرق العاملة. لذا، ينبغي على الإداريين تطوير قدراتهم التواصلية باستمرار، وتبني استراتيجيات تواصلية تتماشى مع التحولات التكنولوجية والاجتماعية الحديثة .[12]

 

وفي الختام، يمكن القول إن تعزيز التواصل الإداري يشكل استثماراً حقيقياً في بناء ثقافة تنظيمية قائمة على التعاون، مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق التميز والنجاح في بيئة العمل.


 

هوامش:

[1] - كضار سعيد رئيس مصلحة التكوين المملكة المغربية وزارة العدل مديرية الموارد البشرية

[2] – بحث من إنجاز ذ أحمد ايدموسي منتدب قضائي بمحكمة الاستئناف بفاس

[3] - د محمد مرزوقي، التواصل الإداري، مطبعة دار السلام، الطبعة الأولى، الرباط، 2011

[4] - ابراهيم عبد العزيز شيخا، الإدارة العمومية، ص 388-400

[5] - عبدالعزيز أشرقي، تقنيات التواصل والتحرر بالإدارة العمومية، ص 21

[6] - محمد باهي، المبادئ والأسس العملية للتحرير الإداري، ص 153.

[7] - عرض من إنجاز ذ- أحمد ايد موسي، مرجع سابق ص9

[8] - محمد باهي، مرجع سابق، ص 156

[9] - زيدان عبدالباقي، وسائل وأساليب الاتصال في المجالات التربوية والإدارية .. ص 235-254

[10] - محمد باهي، مرجع سابق، ص 159

] - 11] - محمد باهي، مرجع سابق، ص 160.

] - 12] – الذكاء الاصطناعي التوليدي مايكروسوفت كوبايلوت.

 

 

لمعاينة البحث على الويب


ليست هناك تعليقات:
كتابة التعلقيات